ومضات الماضي

يُعرف الوطن العربي بأنه أقدم مركز للحضارات الإنسانية قديما، بما يمثله من تنوع فريد في الفنون والثقافة على اختلاف العصور والحقب التاريخية التي مر بها، في أوقات السلم والحرب، الغزو والترحال، وحتى خلال الرحلات كان النقش على الصخر بمثابة قاسم مشترك يجمع بين أغلب بلدان المنطقة. ومازال الحديث مستمراً إلى يومنا هذا عن ندرة الدراسات والأبحاث التي تتناول تحليل النقوش الصخرية العربية القديمة المنتشرة في وديان وصحاري الوطن العربي.
فهذه النقوش تعدُ البوابة التاريخية والسجل الأثري الذي يظهر تاريخ تطور الكتابة العربية بلهجاتها وخطوطها المتعددة، كما يسرد تاريخهم الحافل بالأفراح، والأتراح، والترحال في السلم كما في الحرب.
إن النقوش الصخرية هي جزء هام من التراث الحضاري الإنساني الذي يوثّق ويحكي تاريخ الأمم والشعوب، كما أنها أيضاً تعتبر مورداً هاماً وخصباً لاستقصاء الحياة الاجتماعية لأمم عاشت في حقب زمنية مضت ولكنها مازالت مرتبطة بنا وبتاريخنا وبداياتنا.

الفكرة

جاءت فكرة البوابة الرقمية للنقوش الصخرية العربية كواحدة من الأفكار الطموحة لشركة أناسي للإعلام من أجل التأصيل للهوية العربية وربط الإنسان بأرضه وتاريخه وذلك في ظل تحديات العصر الحديث الذي كان له أثر لا يستهان به في محاولة طمس الهوية العربية والانتماء لدى أبناء الشعوب العربية. إن انتشار النقوش الصخرية العربية في فترة ما قبل وبعد الإسلام في جميع أنحاء الوطن العربي يعد إشارة واضحة على حجم واتساع المساحة المكانية للمنطقة التي عمرها من عمر العرب كما أنها أيضا تعتبر من المصادر التاريخية الهامة التي تبين وتظهر تاريخ الشرق الأوسط والمنطقة كلها.
فهذه النقوش المنتشرة بالمواقع الأثرية والوديان وعلى سفوح الجبال بالوطن العربي كله تؤكد وبقوة أن الأرض العربية هي بمثابة أكبر متحف مفتوح وحقيقي في العالم للكتابات والنقوش القديمة، وجزء كبير منها يتمثل في الكتابات باللغة العربية المعاصرة، وهذا ما دفعنا إلى اعتبار البوابة الرقمية بمثابة أكبر متحف افتراضي مفتوح للنقوش والكتابات الصخرية العربية بنوعيها القديم والحديث أو بمعنى آخر نقوش ما قبل الإسلام وما بعده.

الهدف

يهدف الموقع إلى جمع وتشكيل مجموعات متنوعة من أهم النقوش والنصوص الصخرية العربية التي نفذها سكان المنطقة من المحيط إلى الخليج العربي، في محاولة طموحة لتوفير مكان واحد يجمع هذه النقوش والكتابات لإيجاد العوامل المشتركة بينها، وتسليط مزيد من الضوء على أهميتها وخلق المزيد من الدراسات العلمية التي تتعلق بها.
كما يعتبر الموقع خطوة في محاولة للوصول إلى الحلقات التاريخية المفقودة التي تربط بين تحول اللغة العربية من الكتابة بالحروف القديمة المنقوشة على الصخور إلى الحروف التي كتب بها العرب في العصر الحديث والتي نزل بها القرآن.
توفر البوابة الرقمية مكاناً واحداً متميزاً لكل المهتمين والباحثين في علم الكتابات والنقوش الصخرية العربية، وسيمكنهم الموقع من الاطلاع على صور عالية الجودة لأهم النقوش (المناظر والكتابات)، بالإضافة إلى الرسم الخطي لتسهيل عملية الاطلاع والقراءة لتلك النقوش وذلك بطريقة سهلة وتفاعلية.
كما أن الموقع يتيح فرصة للاطلاع على مجموعات متنوعة من الفيديوهات للمكتشفين والمهتمين بدراسة تلك النقوش، بالإضافة إلى معلومات عن طبيعة الأماكن التي عثر فيها على هذه النقوش متبوعاً بمجموعة متنوعة من الأبحاث المنشورة التي تناولتها بالدراسة والتحليل.